للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلاثةٌ: الصلاة والصوم، والزكاةُ (١)، ولا يتولى الله (٢) عبداً في الدنيا فيوليه (٣) غيره يوم القيامة. الحديث. رواه أحمد بإسناد جيد.

٨ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن حوله من أُمته: اكفلوا (٤) لى بست أكفلْ لكم بالجنةِ. قلت: ما هى يا رسول الله؟ قال: الصلاة، والزكاة، والأمانة، والفرج، والبطن، واللسان. رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به، وله شواهد كثيرة.

٩ - وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: الإسلام ثمانية أسهمٍ (٥): الإسلام (٦) سهمٌ، والصلاة سهمٌ، والزكاة سهمٌ، والصوم سهمٌ،


(١) يقسم صلى الله عليه وسلم مؤكداً ليبشر المسلمين أن المصلى والمزكى والصائم له ثواب وأجر وسهم في الإسلام: أي نصيب من فضل الله ونعيمه، ويكون الله تعالى ناصره وتحت رعاية مولاه في الدنيا، فكذلك سبحانه يرعاه بالرحمة في الآخرة.
(٢) يكفل، وفي أسماء الله تعالى الولى: أي الناصر، وقيل. المتولى لأمور العالم القائم بها، ومن أسمائه عز وجل الوالى: أي مالك الأشياء جميعها المتصرف فيها، وفيه الحث على هذه الفرائض تؤدى كاملة ليحوز صاحبها رضا الله في حياته، وبعد موته.
(٣) فتكون عليه سلطة تامة لغيره يوم القيامة. حاشا. إذا رعى الله عبداً في الدنيا ورحمه عمته رحمته في آخرته وغفر له سبحانه.
(٤) اضمنوا؛ ومنه: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة)، والكفيل الضمين، والمعنى والله أعلم: وطدوا عزيمتكم القوية، واعقدوا النية على القيام بأداء هذه الخصال الستة أضمن لكم أيها المسلمون دخول الجنة.
أولا: أداء الصلاة المكتوبة وسننها.
ثانيا: الزكاة المفروضة والصدقات النافلة.
ثالثا: حفظ الودائع كاملة، وردها إلى أصحابها وعدم الخيانة والسرقة وحفظ الأسرار المودعة في صدوركم والأشياء المحفوظة لديكم وتقديمها عند الطلب يحوطها الخوف من الله تعالى العليم بسرها.
رابعا: حفظ الفرج مر الوقوع في الفاحشة (الزنا).
خامسا: أن يدخل في البطن طعام حلال، والمعنى أن تأكلوا حلالا من كسب طيب بعيدا عن المحرمات والمكروهات.
سادسا: حفظ اللسان من الغيبة والنميمة والكذب والنفاق والشقاق والدس والكيد، وإضمار الحسد، وإيقاد نار العداوة.
وفي الجامع الصغير: (اكفلوا) أي تحملوا والتزموا لأجل أمرى الذى أمرتكم به عن الله فعل ست خصال والدوام عليها (وأكفل لكم بالجنة) أي دخولها مع السابقين أو بغير عذاب (الصلاة) أي أداؤها لوقتها بشروطها وأركانها ومستحباتها (الزكاة) أي دفعها للمستحقين أو الإمام (الأمانة) أي أداؤها (الفرج) بأن تصونوه عن الجماع المحرم (البطن) بأن تحترزوا عن إدخاله ما يحرم تناوله (اللسان) بأن تكفوه عن النطق بما يحرم كغيبة ونميمة. قال المناوى: ولم يذكر بقية أركان الإسلام لدخولها في الأمانة أهـ الأمانة تشمل حقوق الله وحقوق العباد أهـ ص ٢٧١ جـ ١.
(٥) يبين صلى الله عليه وسلم أن الدين حنيف موزع ثوابه على ثمانية أشياء ما قام بها كمل إيمانه، وزاد يقينه، ودخل برحمة الله في عباده الصالحين.
(٦) الانقياد الظاهرى إلى الشرع، والعمل بجميع =

<<  <  ج: ص:  >  >>