للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا واعتمروا، واستقيموا يستقم بكم. رواه الطبراني في الثلاثة، وإسناده جيد إن شاء الله تعالى، عمران القطان صدوق.


= فصل فيما تجب فيه زكاة المال وفي آدائها
تجب الزكاة في المال المغصوب والضال والمجحود وفي مال القاصر والمجنون والمحجور عليه بسفه، والمطالب بها الولى أو الوصى، وتجب في الدين اللازم إن كان نقدا أو عرض تجارة مؤجلا أو حالا تيسر قبضه أم لا، بخلاف غير اللازم كمال كتابة اللازم الذى ليس نقدا ولا عرض تجارة نصاب ماشية أقرضه لشخص ومضى عليه حول أو هو فى ذمته فلا زكاة فيهما لأن الملك في الأول غير تام، إذ للعبد أن يسقطه متى شاء، ولفقد إسامة المالك في الثانى لأنه يسيم مافى ذمة غيره، ولا يمنع دين جوبها، ولو اجتمع زكاة أو حج وكفارة ودين لآدمى في تركة قدمت الثلاثة على دين الآدمى ويجب أداؤها فوراً عند تمكنه بحضور المال والمستحقين وبجفاف للثمر، وتنقية للحب من نحو تبن، وبقدرة على استيفاء دين حال كأن كان على موسر حاضر باذل، ولا يجوز أن يجعل دينه الذى على نحو معسر من الزكاة إلا أن يعطيه من زكاته ثم يردها إليه عن دينه من غير شرط، فإن أخر أداءها بعد التمكن وتلف المال ضمنه ولا بد من أداء الزكاة من نية كهذا زكاة ومعلوم أن محل النية القلب وأن النطق باللسان سنة وتكفى عنه عزلها من المال وبعده وتلزم الولى عن محجوره فلو دفعها بلا نية تجزئ وللشخص أن يوكل فيها، ولا يصح أداء الزكاة من غير جنس المال المزكى إلا في إخراج شاة، أو أكثر عما دون خمسة وعشرين من الإبل فلا يصح إخراج الذهب عن الفضة، ولا عكسه، ولا إخراج الدراهم المغشوشة عن خالص.
أدلة الإنفاق من القرآن
هذه أقوال الفقهاء تنير لك سبيل إخراج الزكاة وتضئ لك كيفية الإنفاق الشرعى لتعلم أن الله تعالى يجب من عبده أن يجوز بماله في طريق الخير، ويقيم مشروعات البر وصرح الإحسان واقرأ القرآن ياأخى تجد الأمر بالصلاة، فإذا أثمرت هذه الطاعة لله أنتجت الزكاة وحب الإنفاق في طاعة الله. قال تعالى: يبشر المنفق بالخير المضاعف والغلات المباركة والزيادة الموجودة:
أ - (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ٢٦١ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ٢٦٢ من سورة البقرة.
مثل نفقة المحسنين كمثل باذر حبة يخرج منها ساق يتشعب كل منه سبع شعبٍ، لكل منها سنبلة فيها مائة حبة، وتلك المضاعفة بفضل الله على حسب حال المنفق في إخلاصه وتبعه، ومن أجل ذلك تتفاوت الأعمال في مقادير الثواب (والله واسع) لا يضيق عليه ما يتفضل به من الزيادة (عليم) بنية المنفق وقدر إنفاقه، ثم أنزل الله تعالى الآية الثانية تطمينا لسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ومن اقتدى به فقد جهز جيش العسرة بألف بعير بأقتابها وأحلاسها (وسيدنا عبد الرحمن بن عوف) فإنه أتى النبى صلى الله عليه وسلم بأربعة آلاف درهم صدقة. والمن: أن يعتد بإحسانه على من أحسن إليه، والأذى أن يتطاول عليه بسبب ما أنعم عليه. بخ بخ أيها المسلم: اتق الله، وأكثر من الإنفاق لله تربح.
ب - (ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) ٢٥٢ من سورة البقرة.
الله تعالى ينادى المؤمنين ويأمرهم بالإنفاق فيما وجب علينا إنفاقه من مال وزروع وثمار وماشية من قبل أن يأتى يوم لا يقدر الإنسان فيه على تدارك ما فاته، وما فرط في أدائه، ولا خلاص من عذابه إذ لا بيع فيه =

<<  <  ج: ص:  >  >>