وشاهدنا رجل طمس الله على بصيرته، فلم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذه الغرور بماله فلم يشيد به الصالحات، ولعل في ذلك عبرة للمسلمين الأغنياء أن يقبلوا على طاعة الله، ويعملوا صالحا، وينفقوا حبا في الله، فالإنسان بفطرته يحب المال، ولكن يعالجها بالإنفاق، والميل إلى فعل الخيرات. قال تعالى: جـ - (إن الإنسان لربه لكنود (٦) وإنه على ذلك لشهيد (٧) وانه لحب الخير لشديد (٨) أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور (٩) وحصل ما في الصدور (١٠) إن ربهم بهم يؤمئذ لخبير) (١١) من سورة العاديات. (لكنود): أي لكفور يجحد نعمة الله ويعصيه، فإن علامة شكر الله سبحانه طاعته والعمل بكتابه وسنة حبيبه. (لشهيد): يشهد على نفسه لظهور أثره عليه، أو إن الله سبحانه وتعالى على كفران نعمه لشهيد، فيكون وعيدا. (لحب الخير): المال، من قوله سبحانه وتعالى: (إن ترك خيراً): أي مالا. (بعثر): بعث (ما في القبور): من الموتى. (الصدور): ظهر من خيرا أو شر. (الخبير): عالم بما أعلنوا وما أسروا فيجازيهم عليه، وعلى هذا الإنفاق من علامات المتقين كما أخبر الله تعالى في محكم كتابه، والبخل من شيم الأشرار كما رأيت. قال عز شأنه: أ - (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) ٢ من سورة البقرة. ب - (يأيها النفس المطمئنة ٢٧ ارجعي إلى ربك راضية مرضية ٢٨ فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) ٢٩ من سورة الفجر. جـ - (وجود يومئذ ناعمة ٩ لسعيها راضية. في جنة عالي. لا تسمع فيها لاغية. فهيا عين جارية. فيها سرر مرفوعه، وأكواب موضوعة، ونمارق مصفوفة، وزرابي مبثوثة) ١٧ من سورة الغاشية. د - (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ٧ ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) ٨ من سورة الزلزال. هـ - (فأما من ثقلت موازينه ٦ فهو في عيشة راضية ٧ وأما من خفت موازينه ٨ فأمه هاوية ٩ وما أدراك ماهيه ١٠ نار حامية) ١١ من سورة القارعة. (١) في ن ع حذف مثل ص ٣٠٤.