للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عزَّ وجلَّ يتجاوز عنَّا، فلقي الله، فتجاوز عنه. رواه البخاري ومسلم والنسائي، ولفظه: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ رجلا لمْ يعملْ خيراً قطُّ، وكان يُداين الناس، فيقول لرسولهِ خذ ما تيسَّر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله يتجاوز عنَّا، فلمَّا هلك. قال الله له: هل عملت خيراً قطُّ؟ قال: لا إلا أنه كان لي غلام، وكنْتُ أداين الناس، فإذا بعثته يتقاضى (١). قُلْتُ له: خذ ما تيسَّر واتركْ ما عسر، وتجاوزْ لعلَّ الله يتجاوز عنَّا. قال الله تعالى: قدْ تجاوزت عنك.

٧ - وعنْ أبي مسعودٍ البدريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حُوسب رجل ممنْ كان قبلكم فلمْ يوجد له من الخير شيء إلا أنَّه كان يخالط النَّاس، وكان موسراً، وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسرِ. قال الله تعالى: نحنُ أحقُّ بذلك تجاوزوا عنه. رواه مسلم والترمذي.

٨ - وعنْ بريدة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنظر معسراً فله كلَّ يومٍ مثله صدقه. ثمَّ يقول: من أنظر معسراً فله كلَّ يوم مثلْيهِ صدقة، فقلت يا رسول الله سمعتك تقول: من أنظر معسراً فله كلَّ يومٍ مثله صدقة، ثمَّ سمعتك تقول: ما أنظر معسراً فله كلَّ يوم مثليهِ صدقة؟ قال له: كلهَ يوم مثله صدقة قبل أن يحلَّ الدين، فإذا حلَّ فأنظره فله بكلِّ (٢) يومٍ مثليهِ صدقه. رواه الحاكم، ورواته محتجّ بهم في الصحيح.

ورواه أحمد أيضاً، وابن ماجه والحاكم مختصراً: من أنظر معسراً فله كلَّ يومٍ صدقة قبل أن يحلَّ الدَّين، فإذا جلَّ الدين فأنظره بعد ذلك فله كلَّ يوم مثليهِ صدقة. وقال الحاكم: صحيح على شرطهما.

٩ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: منْ نفَّس (٣) عنْ مسلمٍ كرْبةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كرْبة من كرب يوم القيامة.


(١) يطلب الحق وسداد الدين.
(٢) كذا ط وع مصححة ص ٣٠٨، وفي وسطها: بكل وفي ن د: بكل، والمعنى أن الذي يعطي الخادم ويداين يثبه الله كل يوم صدقة جزاء قرضه، وإذا جاء ميعاد الدين، ولم يسدد ضاعف له الله الثواب فله صدقتان جزاء التأخير.
(٣) فرج هما، وأزال عسيراً وأعانه وساعده، وقضى مآ ربه بماله، أو جاهه، وفك ضيقة: وبادر إلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>