للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها مالا بغير حقٍ. رواه أحمد، وفيه بقية بن الوليد.

٤ - وعنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: لا أقسم لا أقسم، ثمَّ نزل فقال: أبشروا وأبشروا، منْ صلي الصَّلوات الخمس، واجتنب الكبائر دخل من أيِّ أبواب الجنة شاء. قال المطَّلب: سمعت رجلاً يسأل عبد الله بن عمر أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهنَّ؟ قال: نعمْ عقوق الوالدين، والشِّرك بالله، وقتل النَّفس (١)،

وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم والفرار من الزَّحف، وأكل الرِّبا (٢). رواه الطبراني، وفي إسناده مسلم بن الوليد ابن العباس لا يحصرني فيه جرح ولا عدالة.


= في الحقيقة هو المصبور لأنه إنما صبر من أجلها: أي حبس فوصفت بالصبر، وأضيفت إليه مجازا. أهـ نهاية. والمعنى رجل كذاب أقسم بالله على شيء ليغر ويخدع، ويضيع حقا ثابتاً.
(١) إزهاق الروح البريئة، وإراقة الدماء الطاهرة الذكية فتلك جريمة شنعاء ترفع الأمن وتجلب الفساد، وتنشر الخوف، وتزلزل أركان الطمأنينة، وتفتك بأبناء الأمة الوادعين، وتضعف الثقة والتبادل، وتقع روابط الإخاء بينها. لماذا؟ لأنها مدمرة مخربة مرملة للنساء، ميتمة للأطفال، زراعة الإحن والعداوات.
قال تعالى:
أ - (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً). ٣٢ من سورة المائدة.
ب - (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) ٩٣ من سورة النساء. تهديد عظيم حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا تقبل توبة قاتل المؤمن عمدا. والجمهور على أنه مخصوص بمن لم يتب. قال تعالى: (وإني لغفار لمن تاب).
جـ - (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) أي لا تخطر هذه الجريمة الشنعاء بقلب مؤمن، ولا تمر بجأش مسلم صالح، ولا تطاوعه نفسه على هذه الوحشية المنكرة، ويشمل قتل النفس.
أولاً: قتل العدوان.
ثانياً: قتل الأولاد خشية الإملاق.
ثالثاً: وأد البنات مخافة العار. فالنفس الإنسانية محترمة، إلا إن كانت نفساً شريرة مجرمة مفسدة فإن دواءها إراحة المجتمع منها فالقاتل يقتل: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) ١٧٩ من سورة البقرة. والزاني التي تحت يده امرأة تعفه إذا انتهك عرض المرأة، واقترف الفاحشة يرجم. والتارك لدينه المفارق للجماعة، المحارب لله ورسوله يقتل.
(٢) إخراج المال بفائدة وهذا ظلم، وأكل مال بالباطل، ومحاربة لله ورسوله، وموجب للخلود في النار كما حكى القرآن. يستحق آكل الربا اللعن والذم والطرد من رحمة الله لأنه ينتهز فرصة الإعسار، وشدة الفقرة وخلو اليد من المال فيخرج ماله بفائدة. قال تعالى (يمحق الله الربا ويربي الصدقات).
أي يمحق المال ويذهب البركة، وينزع الرحمة من قلوب عباده ليعاملوه بالقوسة والغلظة، وهذا مشاهد فكم نال =

<<  <  ج: ص:  >  >>