للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا يجد الشَّهِيد من مس الْقَتْل إِلَّا كَمَا يجد أحدكُم من مس القرصة (١)

رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح

١٨ - وَعَن كَعْب بن مَالك رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن أَرْوَاح (٢) الشُّهَدَاء فِي أَجْوَاف طير خضر تعلق من ثَمَر الْجنَّة أَو شجر الْجنَّة

رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح

(تعلق) بِفَتْح الْمُثَنَّاة فَوق وَعين مُهْملَة وَضم اللَّام أَي ترعى من أعالي شجر الْجنَّة

١٩ - وَعَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الشَّهِيد (٣) يشفع فِي سبعين من أهل بَيته

رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن حبَان فِي صَحِيحه

٢٠ - وَعَن عتبَة بن عبد السّلمِيّ رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْقَتْلَى ثَلَاثَة رجل مُؤمن جَاهد بِنَفسِهِ وَمَاله فِي سَبِيل الله حَتَّى إِذا لَقِي الْعَدو وَقَاتلهمْ حَتَّى يقتل فَذَلِك الشَّهِيد الممتحن (٤) فِي جنَّة الله تَحت عَرْشه لَا يفضله النَّبِيُّونَ إِلَّا بِفضل دَرَجَة النُّبُوَّة وَرجل فرق على نَفسه من الذُّنُوب والخطايا جَاهد بِنَفسِهِ وَمَاله فِي سَبِيل الله حَتَّى إِذا لَقِي الْعَدو قَاتل حَتَّى يقتل فَتلك ممصمصة محت ذنُوبه وخطاياه إِن السَّيْف محاء للخطايا وَأدْخل من أَي أَبْوَاب الْجنَّة شَاءَ فَإِن لَهَا ثَمَانِيَة أَبْوَاب ولجهنم سَبْعَة أَبْوَاب وَبَعضهَا أفضل من بعض وَرجل مُنَافِق جَاهد بِنَفسِهِ وَمَاله حَتَّى إِذا لَقِي الْعَدو قَاتل فِي سَبِيل الله


(١) ضغط الأصبعين أي لسعهما الجرح، والمعنى أن الله تعالى يحفظ الشهيد فلا يتألم من القتل ولا يصيبه أي أذى إلا بمقدار جرح بسيط في جسمه، وفيه إظهار كرامة الله للمجاهدين لله.
(٢) جمع روح الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياة.
(٣) الذي يموت مجاهدا في حومة الوغي تكون له كرامة عند ربه يرجو نجاة سبعين من أقاربه وأحبابه.
(٤) المختبر الذي أبلى بلاء حسنا، وأسفرت النتيجة بنجاحه وإخلاصه لله. قال تعالى: (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم) ٣ من سورة الحجرات.
(امتحن الله) جرب الله قلوبهم للتقوى ومرنها عليها، أو عرفها كائنة للتقوى خالصة لها. فإن الامتحان سبب المعرفة، أو ضرب الله قلوبهم بأنواع المحن والتكاليف الشاقة لأجل التقوى فإنها لا تظهر إلا بالاصطبار عليها، أو أخلصها للتقوى، من امتحن الذهب إذا أذابه وميز إبريزه من خبثه (لهم مغفرة) لذنوبهم (يغضون) يخفضون أصواتهم مراعاة للأدب، أو مخافة من مخالفة النهي. قيل كان أبو بكر وعمر بعد ذلك يسران حتى يستفهما. أهـ بيضاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>