للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣١ - وَعَن سُوَيْد بن مقرن رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قتل دون مظلمته (١) فَهُوَ شَهِيد

رَوَاهُ النَّسَائِيّ

٣٢ - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن جَاءَ رجل يُرِيد أَخذ مَالِي قَالَ فَلَا تعطه مَالك

قَالَ أَرَأَيْت إِن قاتلني قَالَ قَاتله

قَالَ أَرَأَيْت إِن قتلني قَالَ فَأَنت شَهِيد

قَالَ أَرَأَيْت إِن قتلته قَالَ هُوَ فِي النَّار (٢)

رَوَاهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَلَفظه قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن عدي (٣) على مَالِي قَالَ فانشد بِاللَّه (٤)

قَالَ فَإِن أَبَوا عَليّ (٥) قَالَ فانشد بِاللَّه

قَالَ فَإِن أَبَوا عَليّ قَالَ فانشد بِاللَّه

قَالَ فَإِن أَبَوا عَليّ قَالَ فقاتل فَإِن قتلت فَفِي الْجنَّة وَإِن قتلت فَفِي النَّار (٦)


(١) له حق وراءه يدافع عنه وأمامه واجب يدافع عنه.
(٢) لأنه ظالم مهاجم سارق لص متعد.
(٣) حصل تعد.
(٤) أقسم عليه بالله تعالى أن يذهب سالماً بلا أخذ شيء، وعرض الله سبحانه وتعالى أن يتركك لله، وفي النهاية: نشدتك الله والرحم: أي سألتك بالله وبالرحم. يقال نشدتك الله، وأنشدك الله وبالله، وناشدتك الله وبالله: أي سألتك وأقسمت عليك.
(٥) فإن استمروا في سرقتهم وتعديهم.
(٦) وإن تسببت لأولئك اللصوص في القتل فعذابهم أليم في جهنم.
خلاصة فوائد الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الحق
أولا: أوجب الله تعالى للمجاهد الجنة بفضله وكرمه سبحانه وتعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) الآية. لماذا؟ لأنه خرج مؤمنا بالله مخلصا له طالبا إعلاء دينه.
ثانياً: ينال المجاهد خيرا.
أ - إما أن يستشهدوا فيدخل الجنة.
ب - وإما أن يرجع بأجر وغنيمة.
قال النووي: والحكمة في مجيئه يوم القيامة على هيئته أن يكون معه شاهد فضيلته، وبذل نفسه في طاعة الله تعالى. أهـ ص ٢٥ جـ ١٣ والله أعلم بمن يكلم في سبيله.
قال النووي: هذا تنبيه على الإخلاص في الغزو، وأن الثواب المذكور لمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.
قالوا: وهذا الفضل وإن كان ظاهره أنه في قتال الكفار فيدخل فيه من خرج في سبيل الله في قتال البغاة وقطاع الطريق، وفي إقامة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ونحو ذلك والله أعلم أهـ ص ٢٢ جـ ١٣.
رابعاً: يرى الشهيد درجاته فيتمنى أن يحيا ويرجع ليقاتل (لما يرى من الكرامة) أي شهد عند خروج روحه ما أعده الله له من الثواب والكرامة فهو حي.
خامساً: ثواب الغدوة والروحة في سبيل الله خير من نعيم الدنيا كلها لو ملكها إنسان، وتصور تنعمه بها كلها لأنه زائل ونعيم الآخرة باق.
سادساً: يجعل الله روح المؤمن كالطائر المتنقل ليتنعم بأزاهير الحنة. قال الأطباء: الروح البخار اللطيف الساري في البدن، وقيل الحياة، وقيل أجسام لطيفة مشابهة للجسم يحيي لحياته، أجرى الله تعالى العادة بموت الجسم... =

<<  <  ج: ص:  >  >>