للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعوِّذ بمثلهما. قال: وسمعته يؤُمُّنا بهما في الصلاة.


= ويسأله من فضله، وأن يقف على آية الوعيد فيستجير بالله منه، وأن يتأمل في أمثاله فيمتثلها، وأن يلتمس غرائبه وأن يؤدي بكل حرف حقه من الأداء حتى يبرز الكلام باللفظ تماما فإن له بكل حرف عشر حسنات، وإذا انتهت قراءته يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويشهد على ذلك أنه حق فيقول: صدقت ربنا، وبلغ رسولك، ونحن على ذلك من الشاهدين. اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط، ثم يدعو بدعوات، وإذا قرأه لا يلتقط الآي من كل سورة فيقرأ (أي يقرأ على السور) وإذا وضع الصحيفة لا يتركه منشورا، ولا يضع فوقه شيئاً من الكتب حتى يكون أبدا عاليا، وأن يضعه في حجره إذا قرأه، أو على شيء بين يديه ولا يضعه بالأرض، وألا يمحوه من اللوح بالبصاق بل يغسله بالماء ويتوفى النجاسات، وكان السلف الصالح يستشفي بغسالته، وألا يتخذ الصحيفة وقاية للكتاب، وألا يخلي يوما من أيامه من النظر في المصحف مرة، وأن يعطي عينيه حظهما منه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطوا أعينكم حظها من العبادة. قالوا يا رسول الله وما حظها من العبادة؟ قال: النظر في المصحف والتفكير فيه والاعتبار عند عجائبه) وألا يتأوله عندما يعرض له شيء من أمر الدنيا: أي إذا جاءك أحد فلا تقل (جئت على قدر يا موسى) أو (كانوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) وألا يتلى منكوسا كفعل معلمي الصبيان، وألا يقعر في قراءته، وألا يقرأه بألحان الغناء كلحون أهل الفسق، ولا بترجيع النصارى ولا نوح والرهبانية وأن يجلل تخطيطه إذا خطه، وألا يجهر بعض على بعض في القراءة فيفسد عليه حتى يبغض إليه ما يسمع كهيئة المغالبة، وألا يماري أو يجادل فيه في القراءات، وألا يقرأ في الأسواق ولا في مواطن اللغط واللغو ومجمع السفهاء. ألاترى أن الله تعالى ذكر عباد الرحمن، وأثنى عليهم بأنهم رذا مروا باللغو مروا باللغو مرورا كراما هذا لمروره بنفسه فكيف إذا مر بالقرآن الكريم تلاوة بين ظهراني أهل اللغو ومجمع السفهاء، وألا يتوسد المصحف ولا يعتمد عليه، ولا يرمي به إلى صاحبه إذا أراد أن يناوله، وألا يصغر المصحف (مصيحف كمسيجد) وألا يخلط فيه ما ليس منه، وألا يحلى بالذهب ولا يكتب بالذهب فتخلط به زينة الدنيا. قال صلى الله عليه وسلم: (إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدبار عليكم): الدبار الهلاك، وألا يكتب على الأرض ولا على حائط كما يفعل بهذه المساجد المحدثة.
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب في أرض. فقال لشباب من هذيل: ما هذا؟ قال من كتاب الله كتبه يهودي. فقال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من فعل هذا لا تضعوا كتاب الله إلا موضعه) ورأى عمر بن عبد العزيز ابناً له يكتب القرآن على حائط فضربه، وأن يفتتحه كلما ختمه حتى لا يكون كهيئة المهجور كما كان صلى الله عليه وسلم إذا ختم يقرأ من أول القرآن قدر خمس آيات لئلا يكون في هيئة المهجور، ويستحب له إذا ختم القرآن أن يجمع أهله (أي دعا) وألا يكتب التعاويذ منه، ثم يدخل في الخلاء به إلا أن يكون في غلاف من أدم: أي جلد أو فضة أو غيره فيكون كأنه في صدرك، وإذا كتبه وشربه سمي الله تعالى على كل نفس وعظم النية فيه. فإن الله تعالى يعطيه على قدر نيته، وعن أبي جعفر قال: من وجد في قلبه قساوة فليكتب يس في جام بزعفران ثم يشربه. أهـ ص ٢٦ جـ ١.
قال تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) وفي صفحة ٧٧ جـ ١ من كتاب الترغيب والترهيب كتبت في الفتح الجديد ما فهمته من فقه الأحاديث الواردة، وأرجو أن أرضي ربي جل وعلا، وحبيبه صلى الله عليه وسلم، ومعاذ الله أن أحرم حلالا أو أحلل حراما، ولأذكر ما أتحفنا به أصحاب الفضيلة السادة العلماء:
أ - من محاضرة أستاذنا العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية سابقاً. =

<<  <  ج: ص:  >  >>