وروي عنه أنه قال:"فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه" فلما كان الله عز وجل غير مخلوق وهو مخلوقين كان كلامه غير مخلوق، وكلامهم مخلوق.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة الحكمين: ما حكمت مخلوقا إنما حكمت القرآن.
ودليل عقلي: أنه لو كان القرآن مخلوقا لكان لا يخلوا:-
أن يكون الباري خلقه في نفسه، أو قائما بنفسه، أو قائما بغيره.
فيستحيل أن يحدث بنفسه؛ لأنه تعالى ليس بمحل للحوادث.
ويستحيل أن يحدثه قائما بنفسه؛ لأنه صفة، والصفة لا تقوم بنفسها.
ويستحيل أن يحدثه في غيره؛ لأنه لو خلقه في غيره لوجب أن يكون كلاما لذلك الغير.
فلما فسد جميع ذلك صح أنه غير مخلوق.
آخر: أن الباري سبحانه لا يخلوا:-
أن يكون لم يزل متكلما، أو غير متكلم؟
فإن كان لم يزل متكلما ثبت أن كلامه غير مخلوق.
وإن كان لم يزل غير متكلما ثبت أن كلامه غير مخلوق.
وإن كان لم يزل غير متكلم وجب أن يوصف بضد الكلام كالسكوت والآفات الدالة على حدث من جازت عليه، وقد أثبتنا قدمه تعالى.