للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحرص الحرص كله أن تكون بأمر أعمالك جائرًا، فإن المسيء يعرف من خيرتك به قبل أن تصيبه عقوبتك، والمحسن يستبشر بعلمك قبل أن يناله معروفك، ولتعرفهم فيما يعرفون من أخلاقك أنك لا تعاجل بالثواب ولا بالعقاب، فإن ذلك أدوم لخوف الخائف ورجاء الراجي.

عود نفسك الصبر على من خالفك من رأي أهل النصيحة والتجرع لمرارة قولهم وعدلهم، ولا تسهل سبيل ذلك إلا لأهل الفضل والعقل والمروءة والستر لئلا ينشر من ذلك فيما يجده سفهاء أو يستخف شأنًا.

ولا تتركن مباشرة جسيم أمرك فيعود شأنك صغيرًا، ولا تلزمن نفسك مباشرة الصغير فيعود الكبير ضائعًا.

واعلم أن رأيك لا يتسع لكل شيء ففرغه للمهم، وإن مالك لا يغني الناس كلهم فاخصص به أهل الحق، وإن كرامتك لا تطيق العامة فتوج بها أهل الفضل، وإن ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجاتك، فإن رأيت فيهما رأيين ليس إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>