رأيهما سبيل مع حاجة جسدك إلى نصيبه منهما فأحسن قسمتها بين عملك ورعيتك.
واعلم أن ما شغلت من رأيك لغير المهم أضر بك في المهم.
وما صرفت من مالك في الباطل فقدته حين تريد الحق.
وما عدلت من كرامتك إلى أهل النقص أضر بك في العجز عند أهل الفضل.
وما شغلت من ليلك ونهارك في غير الحاجة أردى بك في الحاجة.
ولا تكن نزر الكلام والسلام، ولا تبلغن في إفراط الهشاشة والبشاشة فإن إحداهما من الكبر والأخرى من السخف.
ليس للملك أن يغضب فإن القدرة من وراء حاجته، وليس له أن يكذب؛ لأنه لا يقدر أحد على استكراهه على غير ما يريد، وليس له أن يتحمل لأنه أقل الناس عذرا في خوف الفقر، وليس له أن يكون حقودا؛ لأن خطره قد عظم عن