للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَجَز عن استيفائه وتعذَّرَ عليه، فقد وجب أجرُه له، وله (ق/٢٧٤ أ) حقُّ المطالبة [لا للابن؛ لأن الإرث انتقل عن الأب إلى] (١) يوم القيامة، والحقوق الأخروية لا تُوَرَّثُ، وإن أمكنه المطالبةُ به فلم يطالبْ به حتى مات انتقلَ إلى الولد، فإذا لم يُوَفِّهِ إياه كان حقُّ المطالبة به للولد.

وقد قال بعض الناس: إنه إذا لم يُوَفِّ الميتَ ولا وارثَهُ حتى مات الوارثُ وورثه آخر (ظ / ١٩١ ب)، ثبتَتِ المطالبةُ لكلِّ واحد منهم، وتضاعفتْ عليه المطالبةُ لاستحقاق كُلِّ واحدٍ منهم ذلك الحَقَّ عليه.

فائدة (٢)

تأمل سر {الم (١)} كيف اشتملتْ على هذه الأحرف الثلاثة، فالألفُ إذا بُدِئَ بها أولًا كانت همزةً، وهى أوَّل المخارج من أقصى الصدر، واللام من وسط مخارج الحروف، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان، والميم آخر الحروف ومخرجُها من الفَمِ، وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحَلْقَ واللِّسان والشَّفَتَيْنِ، وترتبت (٣) في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية.

فهذه الحروف تعتمد (٤) المخارج الثلاثة التي يتفرَّعُ منها ستة عسْر مخرجًا، فيصيرُ منها تسعة (٥) وعشرون حرفا عليها مدارُ كلامِ


(١) بينهما من (ظ) والمطبوعات.
(٢) بياض في (ظ).
(٣) كذا استظهرتها من (ع وظ)، و (ق): "وتنزّلت".
(٤) (ظ): "معتمد".
(٥): "سبعة". والصواب المثبت، وانظر، "مفتاح دار السعادة": (٢/ ٢١٦ - ٢١٧).