للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فائدة (١)

قولهم للضرب ونجوه: مصدر؛ إن أريد بحروف (مصدر)، مصدر: صَدَر يَصْدر مَصَدرًا (٢)؛ فهو يقوِّي قول الكوفيين: إن المصدر صادر عن الفعل مشتقٌّ منه، والفعل أصله، وأصله على هذا: "صادر"، ولكن توسَّعوا فيه كـ "صوم وزَوْر" وعلل في صائم وبابه.

وقال السُّهيلي: هو علي جهة المكان استعارة، كأنه الموضع الَّذي صدرت عنه الأفعال، والأصل الَّذي نشأت منه (٣).

قلتُ: وكأنه يعني مصدور (٤) عنه لا صادر عن غيره.

قال: ولابد من المجاز على القولين؛ فالكوفي يحتاج أن يقول: الأصل صادر، فإذا قيل: "مصدر" قدر فيه حذف، أي ذو مصدر كما يقدر في "صوم" وبابه، ونحن نسميه مصدرًا استعارة من المصدر الَّذي هو المكان.

فائدة (٥)

أصل الحروف أن تكون عاملة؛ لأنَّها ليس لها معانٍ في أنفسها، وإنّما معانيها في غيرها، وأما الَّذي معناه في نفسه (٦)، وهو الاسم، فأصله أن لا يعمل في غيره، وإنّما وجب أن يعمل الحرف في كلِّ


(١) انظر: "نتائج الفكر": (ص / ٧٢ - ٧٣).
(٢) (ق): "مصدر يصدر صدرًا"!.
(٣) "النتائج": (عنه).
(٤) (د): "مصدر"، (ق): "مصدرًا عنه لا صادرًا".
(٥) "نتائج الفكر": (ص / ٧٤).
(٦) (ظ ود): "غيره" وهو خطأ، ثم صوَّبت في (د).