للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك حكمٌ هذه البراءة بين أتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - أهل سنته، وبين أهل البدع المخالفين لما جاءَ به، الداعين إلى غير سنته، إذا قال لهم خلفاء الرسول وورثته (١): لكم دينكم ولنا ديننا، لا يقتضي هذا إقرارهم على بدعتهم، بل يقولون لهم هذا براءة منها، وهم مع هذا منتصبون للرد عليهم ولجهادهم بحسب الإمكان.

فهذا ما فتح الله العظيم (٢) به من هذه الكلمات اليسيرة النزرة، المشيرة إلى عظمة هذه السورة وجلالتها ومقصودها وبديع نظمها، من غير استعانة (ق/٥٦ ب) بتفسير، ولا تتبع لهذه الكلمات من مظانٍّ توجد فيه، بل هي استملاء مما علَّمه الله وأَلهمه بفضله وكرمه، والله يعلم أني لو وجدتها في كتاب لأضفتها إلى قائلها ولبالغت في استحسانها، وعسى اللهُ المانّ بفضله الواسع العطاء، الذي عطاؤه على غير قياس المخلوقين أن يعين (٣) على تعليق تفسير على (٤) هذا النمط، وهذا الأسلوب، وقد كتبتُ على مواضعَ متفرقة من القرآن بحسب ما يسنح من هذا النمط وقت مقامي بمكة وبالبيت المقدَّس، والله المرجو إتمام نعمته.

* * *

ولنذكر تمامَ الكلامِ على أقسام "ما" ومواقعها، فقد ذكرنا منها الموصولة. ومن أقسامها المصدرية (٥)، ومعنى وقوعها عليه: أنها إذا


(١) (ق): "وذريته".
(٢) (ق): "الكريم".
(٣) "أن يعين" ليست في (ظ ود).
(٤) سقطت من (ظ ود).
(٥) "نتائج الفكر": (ص/ ١٨٥ - ١٨٦).