للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

*ووجهك وضاحٌ وثغرُك باسمُ*

لتحصل المطابقة بين عُبوس الوجه وقُطوبه (ق/٢٩٨ ب) ونَضَارته وشحوبه، وإن لم تكن ظاهرة في اللفظ فهي في المعنى يفهمها من له في إدراكِ دقائقِ المعاني قدم راسخٌ.

وأما قول امرئ القيس:

*كأنيَ لم أركب جوادًا للذة*

فإنه لما ذكر الركوب في البيت الأول تممه بما يشبهه ويناسبه من ركوب الكواعب، ليحصِّل لذة ركوبِ مهر الحرب، وركوب مُهر اللذة.

وأما البيت الثاني: فمن شأن الشارب إذا انتشى أن تتحرك كوامنُ صدره، ويثور ما في نفسه من كوامن الأخلاق إلى الخارج، فلما ذكر الشرب وحاله وتخيل نفسه كذلك، فتحرك كامن خلقه من الحماسة والشجاعة، فأردفه بما يليق به.

ثم ذكر الآية وتكلم عليها بنحو ما تقدم (١).

إذا ظفرتُ من الدنيا بقربِكُمُ ... فكُل ذنب جناه الحبُّ مغفور

فصل (٢)

* مَنْ نبَتَ جسمُه على الحرام فمكاسبه كبريتٌ به يوقَدُ عليه، الحجز المغصوبُ في البِناء أساس الخَرَابِ.


(١) كذا، وكأن المؤلف ينقل عن غيره، ولم نتبين من هو.
(٢) هذا الفصل من "المدهش" (ص/٣٨٧ - ٣٨٩) بتصرف، و"فصل" ليست في (ق وظ).