للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهو داخل في هذين الأصلين، ونُكْتَةُ ذلك وعَقْدُه: أن تحبه بقلبك كلِّه وتُرْضيه بجهدك كلِّه، فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه، ولا تكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته، فالأول يحصل بالتحقُّق بشهادة أن لا إله إلا الله، والثاني يحصل بالتحقُّق بشهادة أن محمدًا رسول الله، وهذا هو الهدى ودين الحق، وهو معرفة الحق والعمل به، وهو معرفة ما بعثَ اللهُ به رسلَه والقيام به.

فَقُل ما شئتَ من العبارات التي هذا أحسنها وقُطْب رَحَاها، وهي معنى قول من قال: "علومٌ وأعمال ظاهرة وباطنة مستفادة من مِشْكاة النبوة"، ومعنى قول من قال: "متابعة رسول الله ظاهرًا وباطنًا عِلمًا وعَمَلًا"، ومعنى قول من قال: "الإقرار لله بالوحدانية والاستقامة على أمره" (١).

وأما ما عدا هذا (٢) من الأقوال، كقول من قال: "الصلوات الخمس"، وقول من قال: "حب أبي بكر وعمر"، وقول من قال: "هو أركان الإسلام الخمس التي بُنِيَ عليها"، فكل هذه الأقوال تمثيل وتنويع، لا تفسير مُطابق له، بل هى جزء من أجزائه، وحقيقَتُهُ الجامعةُ ما تقدَّم (٣)، والله أعلم.

فائدة (٤)

في ذكر بدل البعض من الكل، وبدل المصدر من الاسم، وهما


(١) انظر هذه الأقوال وغيرها في "تفسير الطبري": (١/ ١٠٣ - ١٠٥)، و"الدر المنثور": (١/ ٤٠ - ٤١).
(٢) (ق): "عداها".
(٣) وانظر "مجموع الفتاوى": (١٣/ ٣٣٦).
(٤) "نتائج الفكر": (ص / ٣٠٧).