للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن مسائل إسحاق بن منصور الكوسج لأحمد (١)

قلت: يتوضَّأ الرجل في المسجد؟ قال: قد فعل ذلك قومٌ، قال إسحاق: هو حسنٌ ما لم يَسْتَنْجِ فيه (٢).

قلت: إذا عطس الرجل يوم الجمعة؟ قال: لا تُشَمِّتْه (٣).

قلت: يُقَاتَلُ اللِّصُّ؟ قال: إذا كان مقبلًا فقاتِلْه، وإذا وَلَّى لا تُقَاتِلْ. قال إسحاق كما قال، ويناشدُه في الإقبال ثلاثًا، فإن أبى وإلا قاتله.

قلت: الضالَّة المكتومة؟ قال: الذي يكتُمُها إذا أَزَلْتَ عنه القطعَ فغرامة مثلها عليه، قال إسحاق كما قال: سُنَّة مسنونة.

قلت: سئل سفيان عن صبيٍّ افتضَّ صَبِيَّةً، قال: لها مَهْرُ مِثلها في مالِهِ، قال أحمد: يكون على عاقلته إذا بَلَغَ الثُّلُثُ، قال إسحاق كما قال سفيان: في ماله.

قلت: قال سفيان: استفتى يوسفُ بن عُمَرَ (٤) ابنَ أبى ليلى في هذه، فقال: لها مهرُ مثلِها في ماله، قال أحمد: لا بل على عاقلته إذا بلغ الثلث، قال إسحاق، كما قال ابن أبي ليلى.

قلت: كأنه أراد -واللهُ أعلمُ- أرْشَ البكارة، فسماه مهرًا، أو يقال: إن استيفاء هذه المنفعة منه تجري مجرى جنايته عليها، فإذا


(١) (ق): "مسألة" بدلًا من هذه الجملة.
(٢) (ق): "يستقبح".
(٣) كذا بالأصول، والذي في "المسائل": "شَمِّتْه"، وهكذا في مسائل عبد الله رقم (٥٨٥) وابن هانئ: (١/ ٩١)، وفيها التصريح بأن التشميت إذا لم يسمع الخطبة.
(٤) عامل هشام بن عبد الملك على العراق.