للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصارت هذه الحروف كالداخلة على الجمل، فقد تقدَّم في الحروف الداخلة على الجمل، أنها لا تستحق من العمل فيها ما تستحق الحروف الداخلة على الأسماء المفردة والأفعال.

ونقيس على ما تقدم "لامَ" التوكيد وتركَهم إعمالَها في الجملة، مع أنها لا تدخل لمعنى في الجملة فقط، بل لتربط ما قبلها من القَسَم بما بعدها. هذا هو الأصل فيها، حتى إنهم ليذكرونها دون القسم، فتشعر عند المخاطب باليمين (١) كقوله:

إني لأمْنحُكِ الصدودَ وإنني ... قَسَمًا إليكِ مع الصُّدودِ لأمْيَلُ (٢)

لأنه حين قال: "لأمنحك"، علم أنه قد أَقسم، فلذلك قال: "قسمًا".

وهذا الأصل محيط بجميع أصول إعمال الحروف وغيرها من العوامل، وكاشف عن أسرار العمل للأفعال وغيرها من الحروف في الأسماء، ومَنْبَهَةٌ على سر امتناع الأسماء، أن تكون عاملة في غيرها" هذا لفظ السهيلي، والله أعلم.

فائدة (٣)

اختص الإعراب بالأواخر؛ لأنه دليل على المعاني اللاحقة للمعْرَب، وتلك المعاني لا تلحقه إلا بعد تحصيله وحصول العلم بحقيقته، فوجب أن يترتَّب (ق/ ١٣ ب) الإعراب بعده كما ترتب مدلوله


(١) (ظ ود): "بالنهي" وهو خطأ.
(٢) وقع في النسخ بعض التحريف في البيت.
وهو للأحوص بن محمَّد الأنصاري من قصيدة له، وهو من شواهد في "الكتاب" (١/ ١٩٠) وانظر "الخزانة": (٢/ ٤٨).
(٣) "نتائج الفِكْر": (ص/ ٨٢).