للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكون إلا في حال النصب، وقد قُلِبت تلك "ياء" في لغة طَيء، فهذه أحرى بالقلب.

وأما "ذو مال"؛ فكان الأظهر فيه أن يكون حرف العلة حرف إعراب، وأن يكون الاسم على حرفين، كما هو في بعض الأسماء المبهمة كذلك، يدلُّك على ذلك قولهم في الجمع "ذوو مال" و"ذوات مال"، إلا أنه قد جاء في القرآن: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (٤٨)} [الرحمن: ٤٨] و: {ذَوَاتَيْ أُكُلٍ} [سبأ: ١٦] وهذا ينبئ أن الاسم ثلاثي ولامه "ياء" انقلبت ألفًا في تثنية المؤنث خاصة.

وقولهم في التثنية: "ذواتَي"، وفي الجمع: "ذوات"، والجمع كان أحق بالرد من التثنية؛ لأن التثنية أقرب إلى لفظ الواحد، ولأنها أقرب إلى معناه، ألا تراهم يقولون: "أخت وأختان وأخوات"، و"ابنة وابنتان"، ولا يقولون (١) في الجمع: ابنات (٢)، فلذلك كان القياس (٣) -حين قالوا: "ذوات" فلم يردّوا لام الكلمة [ألا يردُّوا في التثنية].

والعلة فيه أن "ألف ذات" (ظ/ ١٣ أ) وإن كانت منقلبة عن واو، فإن انقلابها ليس بلازم، وإنما هو عارض بدخول التأنيث، ولولا التأنيث لكانت "واوًا" في حال الرفع غير منقلبة، و"ياء" في حال الخفض، والتثنية أقرب إلى الواحد لفظًا ومعنى، فلذلك حين ثنوها (٤).جعلوها "واوًا"، كما هي في الواحد، إذا كان مرفوعًا ومثنى ومجموعًا، وكان حكم "الواو" أغلب عليها من حكم "الياء" و"الألف"، ثم ردوا لامَ


(١) (ظ ود): "تقول".
(٢) الأصول: "ابنتات" والمثبت من "النتائج".
(٣) (ق): "القياس في الجمع".
(٤) (ظ ود): "ثبوتها"!.