أيها المسلمون! إنه لا يشك عاقل البتة في أن تخلف المسلمين اليوم عن الإمساك بزمام الأمور في الأرض، كما كان أسلافهم، وفي الاتصاف بالتبعية والاستفزاء مع ما يُصاحب ذلك من قلقٍ متنامٍ، وتوجس مكابد، وشعورٍ بأنهم وسط عنق زجاجة يصعدون فيها ولا يلوون على شيء؛ أن ذلك كله بسبب بعدهم عن دينهم، وتنحيتهم لشرع الله عن الواقع، وخفر العهود والمواثيق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض المهاجرين محذراً:{وما خفر قومٌ العهد إلا سلط عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم يعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم} رواه البيهقي وابن ماجة.