للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عاقبة العجلة المشئومة]

ألا وإن بروز العجلة في هذا الميدان لهو المؤذن بالفشل الذريع، وكثرة الفتور والقنوط من التكامل، ولقد ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله: أن رجلاً من أهل العلم كانت له مدارسات وتلمذة فتباطأ تحصيله، وأيس حصوله فترك العلم، وخرج مرة فإذا هو بماء يصب فوق صخرة وقد أثر فيها؛ فقال: سبحان الله، هذا الماء على لطافته أثر في هذه الصخرة على كثافتها، فلا والله ليس العلم بألطف من هذا الماء، وليس عقلي بأثخن من هذا الصخرة، فعاد إلى العلم والتعلم حتى أصبح من كبار المحدثين الحفاظ.

اليوم شيء وغداً مثله من نخب العلم التي تلتقط

يحصل المرء بها حكمة وإنما السيل اجتماع النقط

فاتقوا الله معاشر المسلمين، وعليكم بالتؤدة والتأني تفلحوا، وإياكم والعجلة فليست من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا هي من شأنه، فما علينا إلا الأناة والانضباط في الأعمال، وعدم النظر إلى الثمرة فقد تتأخر، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد سراقة بن مالك رضي الله تعالى عنه بسواري كسرى، ولم يلبسهما إلا في عهد الفاروق رضي الله عنه، لأن المؤمل غيب وليس لنا إلا الساعة التي نحن فيها، وإن غداً لناظره قريب.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.