عباد الله: لقد كثر الطلاق اليوم لما فقدت قوامة الرجل في بعض المجتمعات، إبان غفلة وتقهقر عن مصدر التلقي من كتاب وسنة، وركن فئام من الناس إلى مصادر مريضة، قلبت مفاهيم العشرة وأفسدت الحياة الزوجية، من حيث يشعرون أو لا يشعرون، وتولَّى كبر تلك المفاهيم الإعلام بشتى صوره، من خلال مشاهدات متكررة، يقعِّد فيها مفاهيم خاطئة، ومبادئ مقلوبة بالعشرة الزوجية، حتى وضع بعض الزوجات تاريخهنَّ، ولرُبَّ منظر تشهده ألف امرأة بمرة واحدة، فإذا استقرَّ في وعيهنَّ، وطافت به الخواطر والأفكار سلبهن القرار والوقار؛ فمثَّلنه ألف مرة؛ بألف طريقة في ألف حادثة، فلا تعجبوا حينئذ إذا استأسد الحمل واستنوق الجمل!
والعجب كل العجب أنه في ثنايا المناقشة، يقرر الإعلاميون أن دور الإعلام مع المرأة إنما هو كالتلقيح بمصل بعض الأدواء المعدية، والتسمم بميكروبها، بزعم أنها تكسب صاحبها مناعة تقيه من أن يعدى بوبائها، وحقيقة الأمر أنهم بالذي وضعوا زادت العقد، وإن ما يذكره الإعلاميون هو التعرض لعدوى الوباء في عنفوان شدته، ولقد صدق القائل:
وكانت دوائي وهي دائي بعينه كما يتداوى شارب الخمر بالخمر
والواقع -أيها المسلمون- أن داخل البيت المسلم يتأثر بخارجه، وتيارات الميوعة والجهالة إذا عصفت في الخارج تسللت إلى الداخل، فلم ينجُ من بلائها إلا من عصم الله.