إن اللهو المنفتح والذي لا يُضبط بالقيود الواعية؛ إنه ولا شك يتهدد الأصالة الإسلامية لتُصبح سبهللاً بين خطرين، أحدهما: خطر في المفاهيم؛ إن كان هناك شيءٌ من بعض المسابقات تدعى ثقافية تقوم في الغالب على جمعٍ للتضاد الفكري، أو تنمية الصراع الثقافي، أو تصديع الثوابت المعلوماتية لدى المسلمين، بقطع النظر عن التفسير المادي للتاريخ والحياة، أو على أقل تقدير: الإكثار من طرح ما علمه لا يحتاج إليه الذكي، ولا يستفيد منه البليد.
والخطر الثاني عباد الله: تلك التي تُعدّ وسائل للترويح والتسلية عبر القنوات المرئية التي تنتج مفاهيم مضللة عبر طرق جذابة في الثقافات والشهوات لاسترقاء الفكر؛ من خلال فنون أو أساطير أو عروض لما يفتن، أو للسحر والشعوذة وما شاكلها، ونتاج الخطرين ولا شك تمزقٌ خطير متمثل في سوء عشرة زوجية، أو تباين أفراد أسرة إسلامية، ناهيكم عن القتل والخطف، والانتحار والتآمر، والمخدرات والمسكرات، وهلمَّ جرَّاً.
وما حال من يقع في هذا الترويح إلا كقول من يقول:"وداوني بالتي كانت هي الداء! " أو كما يتداوى شارب الخمر بالخمر، فلرب لهوٍ لمرةٍ واحدة يقضي على برجٍ مشيدٍ من العلم والتعليم للنفس.
ويالله كم من لذة ساعة واحدة أورثت حزناً طويلاً:{إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل:٩٥-٩٦] .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.