وهكذا تحيا الخرافة، ويتجدد مذهب مسيلمة وابن صياد، فالله المستعان! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما أراد المسير لقتال الخوارج عرض له منجم فقال له:[[يا أمير المؤمنين! لا تسافر، فإن القمر في العقرب، وإنك إذا سافرت والقمر في العقرب هُزِم أصحابُك، فقال رضي الله عنه: بل نسافر، ثقةً بالله، وتوكلاً على الله، وتكذيباً لك، فسافر رضي الله عنه، فبورك له في ذلك السفر، حتى قتل عامة الخوارج]] .
ومثل ذلك ما فعله المنجمون الأفاكون مع الخليفة المعتصم حينما أراد فتح مدينة عمورية استجابة لصرخة امرأة مسلمة، فَنَهَوهُ أن يغزوهم قبل أن ينضج التين والعنب، فرد قولهم وسافر، فأكذب الله المنجمين، وأعد المسلمين، وسار بتسعين ألفاً كأسد الشرَى، نضجت أعمارهم قبل أن ينضج التين والعنب.
ولذا فقد كان المسلم مأموراً بالفأل، ونبذ التطيُّر في سائر شئونه، ومنها السفر.
ولقد ذُكرت الطِّيَرَة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:{أحسنها الفأل، ولا ترد مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك} .
رواه أبو داود.
ولـ أحمد من حديث ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك} .