للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى الحمد لله]

الكلمة الثانية -رحمكم الله- هي كلمة الحمد، (الحمد لله) إنها كلمة لها شعبتان من المعاني: شعبة تتصل بتمجيد الله وكشف الران والجهل الذي يغشى القلوب، فلا تعرف حق الله من المدح والثناء، والحمد في هذه الشعبة، يذكر في السراء والضراء، فالله جل شأنه يحمد في البلاء كما يحمد على النعماء، ويدل على ذلك أن الله جلَّ شأنه إذا أودع أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، تأتي عبارة الحمد من الملائكة على هذا القضاء بين فريق الجنة وفريق السعير، قال تعالى: {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر:٧٥] .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم.

فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم.

فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة، وسموه بيت الحمد} رواه أحمد والترمذي.

وأما شعبة الحمد الثانية: فهي معنى (الشكر) في مقابل السراء والنعم التي تنهمر على العباد صباح مساء دون أن تحصى أو تعد، بيد أن كثيراً من الناس يعمهم قوله سبحانه: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:١٣] .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم منبهاً إلى نعمة الشكر المنسية وفضلها المجحود فيما رواه أبو داود وابن حبان: {من قال حين يُصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر ذلك اليوم} .

اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك، قابليها وأتمها علينا ياذا الجلال والإكرام، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.