غير أن مما يُروعنا -عباد الله- خلائق مقبوحة انتشرت بين كثير من المجتمعات المسلمة، في كافة الأقطار دون مبالاة، أو بعبارة أخرى على إغماض متعمَّد أو شبه متعمَّد، من ذوي المسئوليات العامة من كافة الناس المكلفين، واستمرت موافقة الناس لها، حتى حوَّلها الإلْف والمحاكاة إلى جُزءٍ لا يتجزأ من الحياة العامة والتحسينات اللامحدودة.
ومن هنا رأينا الاستهانة بالكلمة وحقيقتها التي وُضعت لها، ورأينا قلة الاكتراث بالأمانات والمسئوليات الثقيلة، ورأينا القدرة على التكيف في قلب الحقائق إذا حلَّ الهوى قلباً خالياً فتمكن منه.
ومن ثَمَّ جُعل الجهلُ علماً وريادةً وتطوراً، والعلم جهلاًَ، والمعروف منكراً، والمنكر معروفاً، وهكذا دواليك.