للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[علاج غلبة النفس والهوى]

أيها المسلم: يا رعاك الله! إن قهرتك النفس بغلبتها، فصل عليها بسوق العزيمة، فإنها إن عرفت جدك، استأسرت لك، فالدنيا والشيطان خارجان عنك، والنفس عدو مباطن لك، ومن أدب الجهاد {قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ} [التوبة:١٢٣] إن مالت إلى الشهوات فألجمها بلجام التقوى، فإن رفعت نفسها بعين العجب؛ فذكرها حقارة أصلها ومهانته {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [المرسلات:٢٠] فإنك والله ما لم تجد مرارة الدواء في حلقك؛ لم تقدر على ذرة من العافية في بدنك، النفس المريضة كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.

والمعلوم المشاهد أنه متى قوي عزم المجاهدة للنفس؛ لانت له بلا حرب، ولما قويت مجاهدة النبي صلى الله عليه وسلم تعدت إلى كل من تعدى، فأسلم قرينه صلوات الله وسلامه عليه، والفاروق رضي الله عنه، يشيد به المصطفى صلى الله عليه وسلم: {إيه يا بن الخطاب! والله ما رآك الشيطان في فج إلا سلك فجاً غير فجك} .