عباد الله: هذا في الذكر، فما تقولون فيمن حسن خلقه فكف أذاه، وخفض جناح رحمته، وزم نفسه عن سفساف الأمور لينال معاليها فرحم وصدق، وبرَّ وأوفى، وهش في وجه أخيه وبش إن ظُلم صبر، وإن أخطأ اعتذر، لا يستنفره الغضب، ولا يستثيره الحمق فيه وفي أمثاله يقول النبي صلى الله عليه وسلم:{ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء} رواه الترمذي.
وعند أبي داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم} .
فيالله العجب! إذا كان هذا هو أجر الخلق فعلام النزق من أقوام؟ وما سر ضيق العطن لدى آخرين؟ ولِمَ الحسد والغرور وبطر الحق وغمط الناس {ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هي الجنة} .