أيها الناس! بمثل هذه السيرة العطرة تتجلى الخواطر؛ لتنهل منها دروساً عظيمة الدلالة، دقيقة المغزى، بعيدة الأثر في نفوس الكرام من أبناء الملة، ومن واجب المسلمين أن يحسنوا الانتفاع بها عن طريق التذكر المفضي إلى العمل بها {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}[ق:٣٧] ومهما تتبارى القرائح، وتتحبر الأقلام مسطرة فوائد الهجرة؛ فستظل جميعاً كأن لم تبرح مكانها، ولم تحرك بالقول لسانها، وقد يعجز عن حصرها كثير من الناس، قال شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب المجدد لما اندرس من معالم الإسلام رحمه الله تعالى قال في حادث الهجرة: وفيها من الفوائد والعبر ما لا يعرفه أكثر من قرأها.