ثم إن مما ينبغي علينا تجاه مفهوم الأمن ألا نُنحيه عن مراكز القوى في مجتمعاتنا، أو نتجاهل أثر هذه المراكز في تحقيق معنى الأمن بصورته الأساس، فهناك ما يُسمى بالأمن الغذائي، وما يُسمى بالأمن الصحي الوقائي، وهناك ما يتعلق بالضوابط الأمنية في مجالات التكافل الاجتماعي، وتهيئة فرص العمل والإنتاج، والقضاء على البطالة المثمرة للخلل والفوضى، إضافة إلى النواحي الأمنية المنبثقة من دراسة الظواهر الأسرية، وما يعتريها من ثقوب واهتزاز في بنيتها التحتية؛ لأن الأمن بين الجنسين -وبالأخص بين الزوجين- هو سبب ولا شك من أسباب أمن العشيرة، وأمن العشيرة أمن للأمة المؤلفة من العشائر المؤلفة من الأزواج، فهذا الأمر المترابط هو الذي يتكون منه مزاج الأمة الأمنية.