للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إيجابيات السياحة وسلبياتها]

أيها المسلمون: نحتاج حقيقةً إلى مصارحةٍ مع أنفسنا، وإلى استحضار عقولٍ وقلوب ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

إننا لنُسائل روَّاد السياحة بأوضح صور الصراحة فنقول لهم: أفيدونا -يا هداكم الله- ما هي إيجابيات السياحة؟ وما هي سلبياتها؟

و

الجواب

إن ظننا فيهم أن يقولوا: إيجابياتها تكمن في:

الأول: التعرف على البلدان.

الثاني: معرفة حضارات الأقوام.

الثالث: مشاهدة المناظر الخلابة، والآثار العامرة.

الرابع: -يُقال على استحياء-: قتل الأوقات ومجاراة الناس.

وأما السلبيات: فسيجيب عنها غيورون عقلاء على أنها لا حصر لها، غير أن من أبرزها:

الأول: السفر إلى بلاد الكفر، والذي نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الإقامة بها.

الثاني: السفر بلا محرم عند البعض.

الثالث: مثله: التساهل في الحجاب بالنقص منه، أو نزعه بالكلية.

الرابع: رؤية المنكرات؛ كالعُري، والاختلاط بين الجنسين، ورؤية الكفر بالله ورسوله، وانتهاك محارم الله.

الخامس: قولوا مثل ذلك في الإسراف والتبذير.

السادس: ناهيكم عن البُعد عن جَوِّ الإيمان، وطاعة الله، فلا أذانٌ يُسمع، ولا قرآن يُتلى، ولا ذكرٌ لله إلا ما شاء الله، ومن دعته محبته لله إلى أن يُؤدي فريضة الله فعلى استحياء أو تخوُّف، أو في أماكن صخب يتعذر معها معرفة القبلة، أو وقت الصلاة، أو أن يفقه مما أدَّى شيئاً.

السابع: أما ندرة الطعام الحلال فحدِّثوا عن ذلك ولا حرج.

الثامن: إضافة إلى خطورة ما ذُكر على الأطفال والشباب والفتيات، وما يَعلق في أذهانهم من حب اللهو، والإحساس بأن ما عند أولئك خير مما عندنا، وأننا نعيش في أجواء الكبت والمحاصرة، وقيد الحُرية.

وأمثال ذلك أضعافٌ مضاعفة؛ بَيْدَ أن الحاصل في الأمر هو أن الإثم في السياحة المزعومة أكبر من النفع، والسلب أضعاف الإيجاب، ولو نظرنا إلى الخمرة، والتي يُجْمِع المسلمون طُراً على تحريمها، يقول عنها -جلَّ شأنه-: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة:٢١٩] .