أيها المسلمون: إن السؤال الذي يفرض نفسه على واقع المسلمين هو: لماذا ولأي شيء لم نبحث عن أسباب تلك الهزائم والخسائر الفادحة في الأموال والأهلين والأوطان؟ هل أذكاها عوج خلقي أو خلل سياسي أو اقتصادي أو غش ثقافي أو انحراف عقدي، أو أنه مزيج متفاوت النسب من هذه العلل جميعاً؟ ما هي المعاصي الخلقية والسياسية والثقافية التي ارتكبها أهل الإسلام، فأصابهم ما أصابهم؟
يجب على كل منصف أن يبين ويوضح، وإن من المتحتم على أصحاب الألسن، وحملة الأقلام ألا يقترفوا خيانات قاتلة في حق دينهم وأمتهم بتجاهل تلك القضايا، وليعلموا أنهم بتجاهلهم يؤخرون يوم النصر ولا يقدمونه، وإن اللُّجة التي تحمل بعض أولئك على تجاهل واقعهم في تلك القضايا تقودهم ومجتمعَهم إلى الغرق، ولا عاصم من أمر الله إلا من رحم.
فهل يرتفع شعار الإسلام، وترفرف رايته في تحليل القضايا الإسلامية، أم تبقى تحت الرايات العمِّية لنبلغ بها القاع والعياذ بالله؟