[ألبسة فيها تشبه بالفجار والكفار]
وسبب ثالث من أسباب التحريم، وهو: التشبه:
كتشبه النساء بالرجال، والرجال بالنساء في اللباس، أو التشبه بالأعاجم وأهل الكفر في زيهم، يقول عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما: {رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين مُعطَّرين، فقال: إن هذه ثياب الكفار، فلا تلبسها} رواه مسلم.
وفي الصحيحين: أن عمر رضي الله تعالى عنه كتب لوُلاته: [[وإياكم والتنعم، وزي أهل الشرك، ولبوس الحرير]] .
ومما قاله الفقهاء: يحرم من اللباس ما خالف زي العرب، وأشبه زي الأعاجم وعاداتهم.
وما أحسن ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- مبيناً لهذه القاعدة العظيمة فيقول: إن المشاركة في الهدي الظاهر تُوْلِف تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهَين، يقود إلى موافقة في الأخلاق والأعمال، فلابس ثياب أهل العلم -مثلاً- يجد في نفسه نوع انضمامٍ إليهم وهكذا بالنسبة لثياب الجند المقاتلة، وكلما كانت المشابهة أكثر كان التفاعل في الأخلاق والصفات أتم، حتى يؤول الأمر إلى ألا يتميز أحدهما عن الآخر إلا بالعين فقط.
وقولوا مثل ذلك -عباد الله- في مشابهة الفسقة من مغنين وفنانين من أهل الكفر وغيرهم ممن ليسو على طريق الحق.
فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن الواجب والمسئولية على كل عاتقٍ نصيبه منها، من ولاة وعلماء ودعاة وأولياء أمور الأسر، كما أن على التجار مسئولية عُظمى تجاه ذلك؛ إذ عليهم أن يوجدوا البديل المباح، وأن يكفوا عن بيع ما يخدش الحياء، أو يكشف العورات، وليحذروا مغبة فعلهم، وليعلموا أن عليهم إثم ما يبيعونه، وإثم من يلبسه إلى قيام الساعة، من غير أن ينقص من أوزار من يلبسه شيء، وليحذروا الوقوع عن أن يكونوا بفعلهم هذا ممن يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وأنهم مسئولون عن أموالهم من أين اكتسبوها وفيمَ أنفقوها؟
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل عبادك المؤمنين.
اللهم آمِنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم، ولا بلاء، ولا غرق.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.