أيها المسلمون: القاعدة المقررة تقول: "إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره"، ولأجل أن نعرف حقيقة الأمن وصورته فلا بد أن تكون هذه المعرفة متصفة بالشمولية، وألا تكون ضيقة العطن، مستهجنة الطرح، من خلال قصر بعض الأفهام على حقيقة الأمن من ناحية حماية المجتمع من الجرائم فحسب، وأن يقصر مفهوم حمايته على جناب الشُّرط والدوريات الأمنية في المجتمعات بعامة، كلا! فالحديث عن الأمن ليس مقصوراً على هذا التصور البسيط، إذ الحقيقة أشد من ذلك، والخطب أعظم، بل إن المواطن نفسه -رجلاً كان أو امرأة- ينبغي أن يكون رجل أمن؛ ورجل الأمن ما هو إلا مواطن صرف، فإذا استحضرنا هذا التصور بما فيه الكفاية وجب علينا بعد ذلك أن نعلم شمولية مفهوم الأمن، وأنه ينطلق بادئ الأمر في عقيدة المجتمع وارتباطه الوثيق بربه، والبعد عن كل ما من شأنه أن يوقع أفراده في الخوف بدل الأمن، والزعزعة بدل الاستقرار.