[شاهد على حال المرأة في الغرب]
وإليكم -أيها الإخوة- عبارات قشيبة نلقي من خلالها الضوء على نسائنا، ونساء الغرب الحاقد، فأقول: إن الذين حدثونا من إخواننا المسلمين الذين عايشوا أهل الغرب سنين عديدة، يقولون: لقد اختبرت المرأة هناك وذُلَّت، حتى بذلت ما نراه نحن أعز شيء عليها وهو العرض في سبيل ما نراه أهون شيء علينا وهو الخبز.
بدلَّت بالجمة رأساً أزعراً
وبالثنايا الواضحات الدردرا
كما اشترى المسلم إذ تنصرا
ولقد كتب الخبيث الراحل توفيق الحكيم كلاماً عن الفتاة التي فرضت نفسها عليه، وساكنته الدار، وعاشرته معاشرة الأهل، لا تريد من ذلك إلا أن تجد سقفاً يُسكنها، ومائدة تشبعها.
ثم ذكر عن نفسه أنه كيف ملها، ثم طردها بعد ذلك.
لقد استترت المرأة المسلمة، فعزت بذلك، وتمنعت فطُلبت، وعرضت المرأة الغربية نفسها فهانت؛ لأن كل معروض مهان.
كان الشاعر العربي الأول يقول إذا بدى له من المرأة كف أو معصم دار رأسُه وثارت نفسه، وانطلق بالشعر لسانُه، كما قال أحدهم:
بدا لي منها معصم حين شمرت وكف خضيب زُينت ببنانِ
فوالله لا أذكر وإن كنتُ ذاكراً بسبع رميتُ جمراً أم بثمانِ
أو كما قال الآخر:
قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلتِِ بناسك متعبدِ
قد كان شمر للصلاة إزاره حتى وقفتِ له بباب مسجدِ
ردي عليه صلاته وزكاته لا تفتنيه برب دين محمدِ
والآخر يقول:
لها بشر مثل الحرير ومنطقٌ رخيم الحواشي لا هراءٌ ولا نثْرُ
وعينان قال الله كونا فكانتا فعولان بالألباب كما تفعل الخمْرُ
وليس بغائب عن جلنا أن أغزل بيت قالته العرب، هو قول جرير:
إن العيون التي في طرفها حَوَر قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حَراك له وهن أضعف خلق الله إنسانا
أو قول الرصافي:
عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
إذاً: كل هذه المشاعر إنما تفيض حينما تكشف المرأة عن محاسنها، وهي المعروفة بالحجاب.
وأما المرأة الغربية فإن الرجل يراها على الساحل، ويرى منها أعلاها وأدناها، فينظر إلى ساقها فإذا هو ورجل الكرسي على حد سواء.
ومن هنا كسد عندهم حب الزواج؛ لأنه رباط دائم، يرتبط الرجل مختاراً؛ ليصل إلى إرواء غريزته بما أباح الله جل وعلا.
هذا هو الدافع الأول للزواج، فلماذا يربط الغربي نفسه به إذا كان يستطيع أن يرويها وهو طليق حر، ومن أمثلة الغرب في ذلك: إذا استطعت شراء اللبن فلم تشترِِ البقرة كلها؟
وقيل: إن نساء الغرب أسعد عيشاً أو أعز وأكرم من نسائنا كلا.
ليس في الدنيا أعز ولا أكرم من نساء المسلمين ورجال المسلمين، وإن الغرب أبعد الناس عن الغيرة، فهل يتمالك مسلم نفسه أن يكون في حفلة ما، فيأتي إليه رجل فيقول له: من فضلك! هل تسمح لي؟ فما هو ظنكم؟! يسمح له بماذا؟! إنه يريد أن يقول له: من فضلك! هل تسمح لي أن أرافق زوجتك؟ أو أن أرافق أختك؟ أو أن أرافق بنتك؟ ليضم صدرها إلى صدره، ويدها إلى يده، ووجهها إلى وجهه، وساقها إلى ساقه.
ليس في الدنيا مسلم ولا مسلمة يرضى بهذا.
هذه هي حال نساء الغرب، ومن سار في ركابهن.
فهل نساء الغرب اليوم في خير مما يدعونا إلى أن نسير في ركبابهن، وأن ندور وراءهن كما يدور الحمار على رحاه؟ كلا.
وقد صدق من قال:
لقد ركع القوم لجيفة يبين لذي اللب إنتانُها
أيها الإخوة والأخوات! هذا شيء من حال الغرب بعد تجربة مديدة في المناداة بتحرير المرأة وخروجها من بيتها، وهاهم الآن بعقلائهم ومفكريهم يعانون من هذه الظاهرة، والتي وصلت إلى ما وصلت إليه بعد مراحل ما يُسمى: المرأة والعمل السياسي، والذي أوجزه لكم على عُجالة؛ لأن الوقت قد ضاق.