الحمد لله الذي أعلى كرامة بني الإنسان، وجعلهم خلفاءه في الأرض، كتب على نفسه الرحمة، وأزال عن الناس بدينه الغمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وملك الخلق بربوبيته، خلت الطرق كلها إلا طريقه، وفسدت المشارب طراً إلا رحيقه، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، نشر الرحمة والتراحم بين الناس، فما أمر حتى أقنع، وما بنى حتى جمع، فكان سيد الرحماء وإمام الحكماء، تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلاة الله وسلامه عليه وعلى آله الأخيار البررة وصحابته والتابعين لهم بإحسان.