للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الواهم بسبب الخوف من العين]

وبعد -عباد الله- فإن كون العين حقاً أمر ثابت شرعاً وواقعٌ عقلاً، وحينما تظهر أمامنا هذه الحقيقة جلية؛ فإن من الأخطاء الشائعة والبلايا المعقدة؛ أن يصبح المرض بالعين شبحاً مروعاً، أو هاجساً متدلياً إلى الذهن عند كل وخزة ألم، أو نكست نفس، حتى يصل الأمر بذلك إلى درجة الوهم لدى الناس؛ فإذا ما عطس أمراء قالوا: هذه عين، وإذا أخذته سعلة، قالوا: إنها العين، وإذا ما أصيب وأبتلي قالوا: يالها من عين! حتى لقد أخذ الوهم من البعض وأمامه العين، وينام كذلك، ويصبح كذلك، وهذا هو الدواء العضال إذ لا يزيد الوهم إلا وهناً.

فاتقوا الله عباد الله! وبادروا بالرقى والأذكار الشرعية لإصابات العين، وليتق الله العائن، وليذهب من قلبه الحسد إن وُجِدَ، وإلا فليُطفئ نار إعجابه بشيء بذكر الله سبحانه، وليدفع شر عينه بقوله: اللهم بارك عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لـ عامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنين: {ألا باركت عليه أي: قلت اللهم بارك عليه} .

أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.