[دلالة الكتاب والسنة على أن العين حق]
عباد الله! العين حقٌ لا ممارات فيها ثابتة بالكتاب والسنة، وبواقع الأمم المتكررة.
يقول الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} [القلم:٥١] أي: يعينونك بأبصارهم.
قال ابن كثير رحمه الله: " وفي هذه الآية دليلً على أن العين إصابتها وتأثيرها حقٌ بأمر الله عز وجل ".
ثم اعلموا عباد الله! أن اللقع بالعين كان في بني إسرائيل، وقد كانت العرب إذا أراد أحدهم أن يعتان أحداً تجوَّع ثلاثةً أيامٍ ثم اعتانه، ولقد قال الحسن البصري رحمه الله: [[دواء من أصابته العين أن يقرأ هذه الآية]] .
ومما يدل على أن العين حقٌ -عباد الله- قول الخالق جلَّ وعلا: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق:١-٥] ، قال قتادة: أي [[من شر عينه ونفسه]] .
وقال ابن القيم رحمه الله: كل عائن فهو حاسد، ولما كان الحسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن.
وقال ابن عطية: إن عين الحاسد في الغالب لاقصة، نعوذ بالله عز وجل من شرها.
ومن لطائف هذه الآية عباد الله! أن بعض العامة يقولون للحاسد إذا نظر إليهم: الخمس على عينيك! ويشيرون على الأصابع الخمسة، وهذا غلطٌ بيِّن، إذ المراد بالخمس: هي آيات سورة الفلق، إذ كلها خمس آيات.
أيها المسلمون! لقد جاءت السنة مؤكدةً للقرآن ومفسرةً له، ولقد قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه في ذلك: {العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا} رواه مسلم.
والمعنى: إن طلب من أحدكم أن يغتسل لمن أصابه بالعين فليجب.
وقال صلوات الله وسلامه عليه: {استعيذوا بالله من العين، فإن العين حق} رواه الحاكم وابن ماجة.
كما صح عند أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن العين لتوقع بالرجل بإذن الله، حتى يصعد حالقاً: فيتردى منه} ومعنى يصعد حالقاً أي: يصعد مكاناً مرتفعاً ثم يتردى منه بسبب العين.
وقال صلوات الله وسلامه عليه مرةً لـ أسماء بنت عُميس: {مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة -أي: نحيفة- يصيبهم الحاجة؟ قالت: لا.
ولكن العين تسرع إليهم، قال: ارقيهم، فقالت: فعرضت عليه، فقال: ارقيهم} رواه مسلم.