للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صور التواضع المذموم]

أما التواضع المذموم -يا رعاكم الله- فهو التواضع أمام نصرة دين الله سبحانه، والذي يسبب التخاذل وهجر النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والخنوع أمام الباطل، والبعد عن نصرة الظالم والمظلوم، حتى يكون من هذه حاله كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً.

كما أن من التواضع المذموم: تواضع المرء لصاحب الدنيا والجاه والنسب رغبة في شيء مما عنده، حتى يصبح عالة أمام المغريات فيفتن بها.

وحاصل الأمر: أن التواضع من أعظم ما يتخلق به المرء، فهو جامع الأخلاق وأسها، بل ما من خلقٍ في الإسلام إلا وللتواضع منه نصيب، فبه يزول الكبر، وينشرح الصدر، ويعم الإيثار، وتزول القسوة والأنانية والتشفي وحب الذات، وهلم جراً.

اللهم إنا نعوذ بك من الغل والحسد، ونعوذ بك أن نجر بهما على مسلم سوءاً يا ذا الجلال والإكرام!

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد مطمئناً وسائر بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل عبادك المؤمنين.

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم! اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام!

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدمٍ ولا عذابٍ ولا بلاءٍ ولا غرق، اللهم لتحيي به البلاد وتسقي به العباد، ولتجعله بلاغاً للحاضر والباد.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.