أولها: أن يكون الكاتب مسلماً، ليؤمَن فيما يكتبه ويُسطِّره، ويوثَق به فيما يذره ويأتيه، إذ هو لسان المجتمعات الجاذب للقلوب؛ ولأجل ذا لما قَدِمَ أبو موسى الأشعري على الفاروق رضي الله عنه ومعه كاتب نصراني، فأعجب الفاروق بحسن خطه، فقال:[[احضر كاتبك ليقرأ، فقال أبو موسى: إنه نصراني لا يدخل المسجد، فزجره عمر، وقال: لا تُأمِّنوهم وقد خونهم الله، ولا تدنوهم وقد أبعدهم الله، ولا تعزوهم وقد أذلهم الله]] ، وقد قال الشافعي في كتابه الأم: ما ينبغي لقاضٍ ولا والٍ أن يتخذ كاتباً ذمياً، ولا يضع الذمي موضعاً يفْضُل به مسلماً، فإذا كان هذا -أيها المسلمون- فإنه يعز علينا جميعاً أن يكون لنا حاجة إلى غير مسلم، وإذا كان هذا في حق كاتب القاضي أو الوالي ففي كتاب المسلمين وصحافتهم من باب أولى؛ لعموم النفع أو الضر به، فليت شعري! هل يعي ذلك ممتهن الصحافة قراءة وكتابة؟
وهل سيظلون في دائرة التلقي ممن في صدق انتمائهم للدين شكٌ وريبة؟ أم أننا سنظل أبداً نتذوق مرارةٍ نتجرعها ولا نكاد نسيغها غير مرة من جراء ثقة عمياء كإعماء البُلْه، أو على حد قول بعضهم: اعصب عينيك واتبعني!