للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعوة أهل الكفر إلى مبادئ حقوق الإنسان الزائفة]

بَيْد أن أهل الكفر -عباد الله- قد بذلوا غاية وسعهم في الدعوة إلى قضية كبرى، وراءها ما وراءها من الخطورة على الفكر، والوعورة في المسلك، ألا وهي ما أسموها "مبادئ حقوق الإنسان" وجعلوا الحريات حسب مفهومهم العلماني الرافض للفطرة السليمة -التي فطر الله الناس عليها- سبباً يبيحون به تدمير الأخلاق، ويشيعون به فوضى الغرائز في ديارهم، والبلاد التي تشبهها أو تقتدي بها، حتى تتلبس بلباس العلمانية المخيط من جراء التحرر من الدين، وتنحيته عن واقع الحياة، وهم يزعمون أنها مبادئ الحضارة، والتقدم والرقي، من خالفها وكابر فيها رموه بأنه مخالف لمبادئ حقوق الإنسان، وليست من الحق في وَرْدٍ ولا صَدَر، ولا هي من دابَتِه، حيث إن حلوها مر، وسهلها صعب، ودماثتها دميمة.

ولقد صدقوا ظنهم؛ فاتبعهم أَغْرارٌ ولهازم من مفكرين وكُتّاب في العلوم السياسية والاقتصادية والقانونية وعلم الاجتماع، وأخذوا في الدعوة إلى حقوق الإنسان على ما يريده الغرب الحاقد، ومن عامة الناس أشياع لهذه الدعوات والواردات، يتنكرون لأصول دينهم، إبَّان سِنَةٍ من ذوي الإصلاح والتوجيه، ويظنون أن في مبادئ حقوق الإنسان النضج والخروج من المأزق.

وأن ما يأتي من ديار الإسلام قديم بالٍ؛ حتى وقعت مواقع بين الطرفين، وكان سلاحها من أولئك قذائف الزندقة والكفر، ومن أولاء دروع الاستكانة، والتخاذل عن القيام بالواجب.