للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الطريق إلى النصر]

إن طريق المسلمين إلى النصر هو في سلوك فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما أحيا ليله في بدر، وهو قائم يصلي، ويلظ بالحي القيوم؛ ليتأكد من خلال هذا عِظَم شأن الصلاة واللجوء إلى الله في كشف الملمات ورفع النوازل، فقد جاء في السنن: {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة} .

إن شعوباً لا تخاف إلا الله لن يغلبها من لا يخاف الله، وإن من لا يعرف إلا الحق لن يغلبه من لا يعرف إلا الباطل، فجند الله هم الغالبون بالسيف والسنان، كما أنهم هم الغالبون بالحجة واللسان؛ غير أن الأمر قد بات من الخطورة بحيث يوجِِب البحث عن الأسباب المفضية إلى ضعف المسلمين وإلى تكاثر خسائرهم الفادحة، ثم لننظر إلى مصدرها.

هل هو خلل ثقافي، أو عوج خُلُقي، أو تضارب سياسي واجتماعي، وما الذي أفقد الأمة كيانها، وجعلها تتلقى الضربات تلو الضربات، ثم هي تُصْرَع أمامها.

عباد الله: في شهر رمضان المبارك يلوح عبر الأجواء المطمئنة خلق الرحمة والتراحم بين المسلمين الذي هو مفتاح القبول لدى القلوب، والذي يضع الحياة الهانئة محل الجاهلية الجهلاء والأثرة العمياء، فيرهُف الطبع، وتَجِمُ فيه النفس؛ إذ هذا هو الدواء إذا استشرى الداء، وهو النصرة حين تُخْذَل القوة.

إنه لو أدرك المرء المسلم أن أول حق للمسلمين عليه أن يحمل في نفسه معنى الناس، لا معنى نفسه، لَعَلِم أن مَن فاق الناس بنفسه الكبيرة دون تميز، كانت عظمته في أن يفوق نفسه الكبيرة، بهذا الأثر الطيب يحس المرء بقيمة المال، لما يحققه من مصالح، ويضمنه من منافع.