للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اللهث وراء التيارات الغربية]

السبب الأول: هو اللهث وراء التيارات الغربية القائمة على فلسفة التفوق المادي، والفكر التحرري، الذي لاقى رجع الصدى وسط الغوغاء من أبناء الأمة المسلمة، مترفهم ومثقفهم، بل وحتى من كان على فراش الإملاق منهم، إلى أن صاروا أذناً وعيناً، ولساناً وقلماً، لنهجهم وفكرهم، سياسة وحضارةً، وثقافةً وإعلاماً، فأصلحوا بإفساد، وداووا بالطاعون، وتقدموا بالتأخر، فهضمت حقوق المسلمين، واغتيلت مروآتهم، بتقليدٍ أعمى، ولهثٍ بليد، فتحقق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن} رواه البخاري ومسلم.

وأي تبعية أقبح من أن تشبه بدخول جحر الضب المظلم مع ما فيه من ضيقٍ وقوارس، إلا وأن ذلك دليل على التبعية مع عصب العينين على وجه الانتحار غيلة: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} [التوبة:٦٩] يقول ابن عباس رضي الله عنهما: [[ما أشبه الليلة بالبارحة، هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم]] ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: [[أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتاً وهدياً، تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة، غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا؟]] .