الحمد لله حمداً كثيراًَ طيباً كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر، والشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله السادة الغُرَر.
أما بعد:
عباد الله: فإننا من هذا المقام لنذكر المصلحين من أمتنا بوجوب الدفاع عن الشريعة الإسلامية من منطلق عقدي صحيح، وبيان مقاصد الشريعة في حدودها، وما تنطوي عليه من حفظ للدين والنفس والعقل والعرض والمال، كلٌّ حسب طاقته ووُسعِه، مع كشف الجوانب المظلمة التي تضمنتها مبادئ حقوق الإنسان، والرد على من أسموا أنفسهم بالمفكرين أو المتنورين، الذين انخدعوا بتلك الشعارات، وخدعوا الأمة الإسلامية بها، وما طرحنا لهذه القضية إلا كنفثة مصدور ولا بد للمصدور أن ينفث، والمشاهَد -عباد الله- أن الكأس تفيض عند امتلائها.