أيها المسلمون: إن الكثيرين يسمعون ويشاهدون في صحف العالم تارة، وفي المنتديات المقنعة تارة، لَغَطاً جهولاًَ، مصحوباً بقلم متعثر، وفكر في كل وادٍ منه شعبة، حول قسوة القيود التي جاء بها الشارع الحكيم، ورميها بأحد العبارات المُسِفَّة، ودهماء الناس مشغولون بالجدل والحوار، حول ما يثيرونه، ويتوهمون أنها مشكلات حقيقية لا بد لها من حلول، فيقدحون في التشريع، ويهوِّسون في الحدود، ويفتحون ملف المرأة على أنها مهضومة الحق، أسيرة الكبت، لا حظ لها في الحد من الفوضى، ولا قدم لها في المنتديات أو الدوائر المكشوفة، وأنها متى رغبت في أخذ حقها المزعوم، أو التعبير عن رأيها الفاضح، فليس لها إلا أن تتسلل لواذاً على تخوُّف، لا يزيله إلا تقادم الأيام ومر الليالي.
ونظن أن خطورة مثل هذه القضية قد تبدت خطوطها، ولا يُظن بالطبع أن ما بقي من ألوانها ورسومها بمعجزنا أن نتخيله، فمواقعوها صنف من الناس، يتمددون بالحرية، وينكمشون بالإسلام، وكفاكم مِن شرٍ سماعُه، وتلكم عمالة نعيذكم بالله من غائلتها، يشوشون حق المرأة، ويطلبون إنصافها، فطبوا بذلك زكاماً، في حين إنهم ما أحدثوا إلا جذاماً، وحلوا بزعم منهم عُقداً، وبالذي وضعوه زادت العقد، ولا غرو أن يحصل هذا -عباد الله- إذا نطقت الرويبضة، ولا جرم أنه:
لا يصل العطّاش إلى ارتواءٍ إذا استَقَتِ البحار من الركايا
ومن يثنِ الأصاغر عن مراد إذا جلس الأكابر في الزوايا