للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شاب تعلق قلبه بالمساجد]

عباد الله! المساجد بيوت الله وأماكن عبادته، وهي خير بقاع، يكرم الله عمارها وزواره فيها، ويثيب على الخطى إليها {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور:٣٦-٣٧]

ومن هنا كان فرح الباري جل وعلا بزوار المساجد، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: {ما توطن رجل المساجد للصلاة والذكر؛ إلا تبشبش الله تعالى إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم} رواه ابن ماجة وابن خزيمة وغيرهما وإسناده صحيح.

ولم يكن للمسلمين في القرون الأولى من معاهد ولا مدارس إلا المساجد، ناهيكم عن خمس صلوات في اليوم والليلة، ففي المسجد يدرس القرآن وتفسيره والسنة وفقهها، واللغة وأصول الدين، وأين مجلس إمام دار الهجرة، والحسن البصري، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، إن لم يكن في المسجد، أما إنه لو رجع لبيوت الله ما كانت عليه من إقامة الشعائر واجتماع المسلمين فيها؛ لتعلقت بها قلوب الكثيرين ممن أعرضوا عنها وأُعرضوا عنها واستخفوا بشأنها {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ} [البقرة:١١٤] اللهم أظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.