المفهوم الثالث: يتجلى في الحذر من المغرضين ومن بني جلدة المسلمين، والذين يعرفون في لحن القول والله يعلم إسرارهم، هم سر في ضعف المسلمين، وثغرةٌ صارخةٌ في صفوفهم، يعدُّ أمثالهم في دول كبرى طابوراً خامساً حسب قواميسهم، فهم يتقونهم في مجتمعاتهم وبكل ما يملكون من سبل، وإن معرفة مثل هؤلاء والوقاية منهم سبب رئيس في تحصيل القوة والبعد عن الهزيمة، وعلينا أن نعلم جميعاً أن الله سبحانه وتعالى فعل ما فعل بالمسلمين في أحد لحكم ظاهرة، منها: قوله جل وعلا: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ}[آل عمران:١٦٧] .