أيها المسلمون: لقد أتبع النبي صلى الله عليه وسلم أمن المرء في سربه بكونه معافىً في جسده، وجعل المعافاة في الجسد ثلث حيازة الدنيا بحذافيرها، وهذا أمر واضح جلي؛ لأن الصحة تاج فوق رءوس الأصحاء لا يراه ويحس به إلا المرضى من الناس.
والصحة والعافية -عباد الله- محل لأن يغبن فيها المرء على حد قول النبي صلى الله عليه وسلم:{نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ} رواه البخاري وغيره، فالسلامة لا يعدلها شيء، والصحة التامة والسلامة من العلل والأسقام في البدن ظاهراً وباطناً لهو من مكامل الحياة الهانئة المستقرة، إذ فيها عونٌ على الطاعة، والقيام بالتكاليف الشرعية على أحسن وجه كان، ناهيكم عن أثر الصحة والبسطة في الجسم في نواحي الحياة المختلفة:{والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير} والبسطة في العلم والجسم مما تنال به معالي الأمور، كما قال الله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}[البقرة:٢٤٧] وقال سبحانه عن موسى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}[القصص:٢٦] .