وسبب ثان من أسباب تلك الظاهرة: يتمثل في قلة الدين، وتغيب العفاف، وانتشار أسباب الفساد بين أروقة الشباب والشابات، من خلال التوسع في الأقمار المرئية المشينة والتي تبث كل قبيح من القول أو رديء من الفعل، ولا يعدم مروجوها من أن يجدوا رجع صداها في المريدين والمريدات والمراهقين والمراهقات غير مصدقين ما يرونه من فوضى وإباحية، لا سيما وقد اعتادوا في بلادهم جو المحاصرة وقطع الشهوات إلى حد ما، فيرون من خلالها إقرار الاختلاط بين الجنسين، والرضا بالخدين والخدينة، وبث المشاهد الدالة على كيفية فساد الخائنة من زوجها بالتضليل عليه، أو بإشاعة طرق الإجهاض والتخلص من السيوبة؛ حتى تكشف سوءة من سوءات الفكر، وعورة من عورات الضمائر الكامنة، يحرص العقلاء من بني آدم عادة على سترها كما يسترون عورات البدن.
ثم لا تسألوا بعد ذلك عن قيام النفوس الضعيفة في المشاهدين والمشاهدات بالدعوة إلى الإفساد، وفصل النفوس عن القيم والأخلاق بزعم الحرية التي تهدف إلى إعلاء الشهوة، وعبادة الجسد، وفتح الطريق للمرء؛ ليكشف عن كل نزواته وأهوائه، وليكون تحرره كاملاً عن كل ما يتصل بالمبادئ والمثل والقيم التي قررها الإسلام؛ ليعيش الفتيان والفتيات خصوصاً على أعراض الناس يسترقون النظرة، ويستلذون اللحظة، ويستمرئون التسول الغريزي والسطو المقنن على الأخلاق والدين:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}[النساء:٩] .
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة.
أقول ما سمعتم، إن صواباً فمن الله، وإن خطأً فمن نفسي والشيطان، واستغفروا الله إنه كان غفاراً.