[الجاهلية والتحاكم إلى غير الشريعة]
ومما ينبغي التنبه إليه -عباد الله- هو ما وقع فيه كثير من الناس في هذا العصر إلا من رحم الله، من التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتراضي بأحكام البشر، وقوانينهم، ودساتيرهم، وهذا -وربي- هو عين فعل الجاهلية {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} [المائدة:٥٠] .
لقد أنكر الله -سبحانه- على من خرج عن حكمه المشتمل على كل خير، الزاجر عن كل شر، وعدل إلى ما سواه من قوانين البشر وأعرافهم التي وضعها رجالهم، بلا مستند أو أثارة من علم، كما كان عليه أهل الجاهلية الأولى، وكما كان يحكم به التتار في السياسات المأخوذة عن سلاطينهم التي اقتبسوها من شرائع شتى، كـ اليهودية، والنصرانية وغيرها، فصار فيمن بعدَهم شرعة متبعة يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
يصف أمثالَهم لبيد بن ربيعة ويقول:
مِن معشرٍ سنَّت لهم آباؤهم ولكل قوم سُنَّةٌ وإمامها
وهم بذلك كله قد كفروا كفراً وجب قتالهم لأجله حتى يرجعوا إلى حكم الله ورسوله {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:٥٠] ، {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء:٦٥] .
هذا وصلوا رحمكم الله على خير البرية، وأزكى البشرية محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بذلك في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] .
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين, واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم فرج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وسلِّم الحجاج والمسافرين والمعتمرين في برِّك وبحرك وجوك يا أرحم الراحمين!
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين!
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى.
اللهم أصلح له بطانته، يا ذا الجلال والإكرام.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا.
اللهم إنا خلقٌ من خلقك، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك.
اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً هنيئاً سحاً غدقاً نافعاً غير ضار، اللهم لتحيي به البلاد، وتسقي به العباد، ولتجعله بلاغاً للحاضر والبادِ.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.